سلسلة رمضانيات أوغندية


   الإفتراء على قبيلة لانغو. 

بقلم: ماسيمبي عبدالرحمن. 

  كلما يأت رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي باركه الله وفضّله عن سائر الشهور، يستقبله المسلمون في أنحاء المعمورة بحفاوة. شاء الله أن يكون من هؤلاء المستقبلين مسلمو أوغندا وذلك منذ أن دخل الإسلام في البلاد على يد العمانيين في عهد ملك سونا الثاني- ملك مملكة بوغندا التقليدية آنذاك.. صام وارثه موتيسا بين ١٨٦٧-١٨٧٧ مما دلّ أن أهله الذين اعتنق الإسلام صاموا أيضا. 

منذ ذلك الحين، يصومون المسلمون في أوغندا عبادة لا عادة أو تقليدا، ويهيئون لهذا الشهر. يعطمونه بكل تعظيم ويستغلونه فرصة للتقرب إلى الله ويفعلون بكل ما بوسعهم حسب مقدراتهم. 

مما شاع في العالم الإسلامي أنّ المسلمين لديهم تقاليد يمارسونها في شهر رمضان عُرف لهم. قد لا يكون ذلك الأمر في المجتمع الأوغندي. ومن صام فيها وعاش فيها قد يكون خير شاهد على ما أقول. 
في كلّ سنة يقوم الإعلام العربي بكتابة تقرير يدّعون فيها بأنها لم بصلة بشعب قبيلة لانغو في شمال البلاد، وهو أنّ الرجال يضربون زوجاتهم على أكتافهن وقت الإفطار مما يدل على طلبهم لوجبة الإفطار!  كبرت كلمة كتبت في صحفكم وأذيعت في برامجكم المختلفة حول رمضان حول العالم!! لا أدري من قال لكم بهذا أمسلم كان أو اختبرتم احد العوام الذي لا علاقة له بالقبيلة! هل تكتبون ذلك لجذب الانتباه من المتابعين أو ماذا، لا أعرف تماما! 

لا أكتب ذلك دفاعا عن نفسي أو القبيلة، إذ لا انتمي إليها لكن يربطني بعض الصّلة بها. انتماءي لقبيلة بانيورو-إنني مونيورو ولا أخفي ذلك.  ما أعرفه عن مسلمي لانغو أنهم متدينون رغم أن معرفتهم بالإسلام لا تصل مدى معرفتك بها-أيها القارئ.

مسجد عيدي أمين دادا في مقاطعة لِيرا، أهم مقاطعات منطقة لانغو-شمال أوغندا.


تحدّثت إلى صديقي مسلم أعرفه حول الموضوع إذ يربطه الصهر مع القبيلة، ينحدر من قبيلة غِيشو في الشرق لكنه تزوّج من سيدة لانغية واختار أن يستقر هناك. يقول بأنه منذ ١٩٩٩ سنة زواجه منها يعيش هناك، يتصرّف مثلهم ويأكل مما يأكلون ولما يأت رمضان يصوم كما يصوم المسلمون وفقا للتعاليم الإسلامية.  ذكّرني بأن الإسلام رفع قدر المرأة وشأنها، فلم إذن يهين رجال لانجو زوجاتهم بضربهم كما يدّعي مروّجي الإشاعة من الإعلام العربي!!! 
هناك عدد من طلاب العلوم الشرعية في أوغندا من لانجو وأيضا رجال الديانة الإسلامية ويقومون بإرشاد أهلهم إلى التعاليم الإسلامي- إذ هم أولى بذلك، فهل تظنون بأنهم قد يسكتون عن شيئ يمارَس بدعوى تقليد ديني ولا تمت بدين أية صلة! 

ختاما: نصوم هذه السنة والعالم تمر في أزمات لم تتنبأ بها من قبل مما يؤثر سلبيا على العالم منها أهل بلادي. دعواتي أن نمرّ فيها مرورا دون بقاء غيرنا بلا طعام ولا شراب

٤/رمضان/١٤٤٤ه‍ الموافق ٢٦/مارس/٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دساتير غير مُوَثق "التعدد الثقافي والممارسات في أوغندا"

دساتير غير مُوَثق: الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة (الجزء الأول)

أوغندا في أسبوع