دساتير غير مُوَثق: الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة (الجزء الأول)


بقلم:ماسيمبي عبدالرحمن أبوولي  
الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة(الجزء الأول )

تختلف تقاليد الزواج في المجتمع الأوغندي وذلك من قبيلة لأخرى، ويأت ذلك بسبب  تعدد القبائل بمختلف تقاليدها.  وإليكم بعض ثقافات الزواج في أوغندا. 

الزواج عند الباغاندا Baganda :يتميز الزواج عندهم بالبساطة. 
لم يكن الزواج مبهرج كما هو الآن وإنما كان سهلٌ جداً وشيئ بسيط لا كُلفة فيها. حينما رغب الرجل/الولد في زواج بنت من نفس القبيلة، كان يكتب رسالة إلى الكبار في أسرتها وكانت تُسلَّم إلى عمتها. 
وفي حالة قبول طلب الرجل فكان هذا ضوءا أخضر لاستمرار مسيرته. فكانت الخطوة التالية عقد حفلة التعريف أو ما يسمى okukyaala حيث تستضيف فيها الخطيبة خطيبها وبعض أهله وتُعرِّفهم لأهلها وذلك بتنسيق مع عمتها . وكان يليها حفلة الزواج okwanjula مع حضور الجماهير من الأهل والأصدقاء. والحفلتين تُعقد في بيت العريس. وكانت من العادة أن تُعقد في النهار أي بداية من الثانية بعد الظهر لأن لم يكن من الإمكان تقديمهم الوجبة في أول مرة من زيارتهم تجنباً من الإحراج الذي قد يأت مع الخِناق- في حالة اختناق. 
أما في حفلة الزواج، فكان يحمل ثلاثة أُصص مليئة بالبيرة. الواحد كان يعرف ب إيكيغولا أو ekiguula والثاني كان يسمى ب إنجوغيزا أو enjogeza وكان تُمهد الحديث وكان يُترك الثالث لأسرة العريسة للمتعة.

وكان من بين الهدايا الأخرى :سلة اللحم، فرخ لأخ الزوجة ويعرف ب مُوكُو أو Muko باللوجندية، لباس غومس أو Gomesi لعمة الزوجة وأم الزوجة،  كانزو أو kanzu للأب وما سُمي ب عشرة آلاف للأب أو omutwalo، ولم تعني بأن المبلغ المحدد عشرة آلاف بل تكون أكثر بكثير من هذا ثم مبلغ معين وهي المهر. 



جانب من الهدايا يأت بها العريس إلى أهل العريسة

أصيص البِيرة محلية الصنع من بعض الهدايا القيمة في okwanjula 

لم يكن من المسموح تقديم أي مواشي في هذه الحفلة "حفلة الزواج أو okwanjula" ولكن كان يُسمح بالماعز فقط في حالة حمل البنت أو إنجابها قبل الحفل. رغم ذلك، كان الماعز تُختفى خلف البيت فور المجيئ به. كان عدد الضيوف المسموح بهم يقل عن عشرة أشخاص. 
وأخيراً يكون هناك مناسبة أخرى أو وليمة في أي مكان يختاره الزوج. ولا تقتصر عن الأهل فقط ولا حتى عدد معين بحسب رغبة وقدرة الرجل. وهدفها إشهار زواجه وإسعاد أهله والإعتزاز بتحمل مسؤولية الزواج. تُعقد الحفلة إما في الفندق أو حديقة أو ساحة (كما قلت حسب رغبة الرجل وقدرته مادياً). وهذه الحفلة تُعرف ب Embaga باللوجندية. 

عند الباتورو Batooro :الأمر يتعلق بالأب. 
 لقبيلة باتورو أسلوب مفصل وطويل في الزواج. في الزمن الماضي، كان الآباء يحجزون شركاء أولادهم /بناتهم قبل ميلادهم. 
ولكن توقفت هذا التقليد في أيام المستعمرين للبلاد. الإستعداد للزواج تبدأ مع مراهقة البنات حينما تتبرجن،  وبالمقابل تبدأ الرجال أيضاً بالتجسس عليهن بهدف تعيين البنات اللائي يستحقن لهم الزواج. 
حينما يتم تعيين ما يرغبون فيهن، يتم إرسال مندوب إلى أسرة البنت ولما يصل إلى البيت يقول جهراً "أتيت هنا طالبا الصداقة"
يتبع زيارة المندوب بزيارة العريس أو الخطيب مع وفد من أقرباءه لأسرة المخطوبة. ويصطحب معهم بعض من الهدايا مثل ماعز وبعض من أصص الخمر. إنما يصرح الخطيب أو العريس مهمته في الزيارة المقبلة. تتصاغر أسرة الخطيب أمام أسرة المخطوبة في مناسبة يحدد فيها المهر. 
الأبقار، والمواعز والبِير من بين الهدايا المقبولة.




 الصورتين :فتيات غالباً من أهل العريسة في زي تقليدي يأتين أمام الحاضرين لترحيبهم. 

عند قبيلة باكونجو Bakonjo  يطلبون مواعز:
تُبلِّغ البنت أمها عن زوجها المستقبل والتي تقوم بدورها بإبلاغ زوجها عن قضية بنتيهما البالغة. يقوم أب الولد أو الخطيب مع واحد أو اثنين من أصدقائه بزيارة أسرة مخطوبة الإبن بهدف إبلاغهم رسمياً عن أمر ابنهم في رغبته في زواج ابنتهما. تُسمى هذه المناسبة ب إِريسونغا أو Erisunga. 

في هذه الزيارة، كان قديماً يحدد لهم ما سيأتون بها من الأمتعة وكان يُفضَل المواعز لكن الأيام جعلت النقود تسيطر على كل شيء.  كان المهر المدفوعة في يوم إريثيحِيَحِيا أو erithahya - وتعني يوم دفع المهر (ولا يشترط وجود العريس)- كان من المدفوعة اثنا عشر مواعز، بَلطة، حلتين لأب وأم العريسة،  مُلاءتين ملتفتين في البطانية،  وبِير محلية الصنع. 
أما اليوم،  هناك تغييرات حلّت محل التقاليد فمثلاً بدلاً من المواعز الإنثي عشر فيطلب ستة منهن ونقود تساوي الستة الباقية. 
زيادة على هذا، قد يقدم العريس بعض الهدايا مثل 50 كيلو سكر،  20 لتر برافين، أرائك،  سرير، كرتونة الصابون، كرتونة ملح وهلم جرا. لكن يجب عليك أن تعرف أيها القارئ بأن المذكور فوق ليست إجباري بل اختياري وذلك نظراً لموقف العريس التثميني.... 


أما البنت من قبيلة بافومبيرا Bafumbira، ما تحتاجه فقط هي البيرة المحلية الصنع. 
قبيلة بافومبيرا مثير للإهتمام،  لما يتعرف الرجل على عريسته يُبلغ أبويه عن التطورات ثم هو وبعض أو معظم أهل القرية وأبويه يحملون مُرامبا أو muramba وهي البيرة المحلية الصنع - إلى أسرة البنت أو العريسة. 
ينشدون وهم في طريقهم إلى إحضار البنت. بعد تحديد المهر في بيت أهل البنت فهي تغادر بيت أهلها إلى بيت الرجل خلافاً لبعض القبائل والمجموعات التي تشترط دفع المهر قبل مغادرة منزل أبويها. عند البافومبيرا يختلف الأمر حيث يدفع المهر بعد المغادرة مع بعض المواد مثل البطاطس (وهي أكثر محصول يُزرع في مناطق سيطرة بافومبيرا ) 

وللحديث بقية إن شاء الله.

تعليقات

‏قال Unknown
شكرا على هذه المعلومة المفيدة....
التى قد اغفلنا عنها...
الله يبارك فيك
‏قال Unknown
شكرا على هذه المعلومة المفيدة...
والتي قد اغفلنا عنها

الله يبارك فيك

وفيكم بارك الله، مروركم هنا من الفعل المنشود وهذا مما يشجعني على استمرارية النشر.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دساتير غير مُوَثق "التعدد الثقافي والممارسات في أوغندا"

أوغندا في أسبوع