دساتير غير مُوَثق :الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة(الجزء الثاني )


بقلم:ماسيمبي عبدالرحمن أبوولي 
الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة(الجزء الثاني) 

في جزء الأول من حديثنا عن الزواج في أوغندا وثقافتها المختلفة، رأينا بعض أشكال الزواج في أوغندا. ولا يمكن توحيدها لأجل تنوع الثقافات رغم أننا في نفس البلد. فلا عجب في ذلك لأن معظم بلدان قارتنا تعيش حالة تعددية. دون اللف والدوران نواصل كما عاهدتكم. 

يجب على أب الرجل الجثو ولو كان معمرا. 
مرّة، رجل من أنكولي "Ankole" أظهر نيته في زواج بنت من تورو "Tooro" وكما هي العادة للزواج التقليدى، كان الوالدان أبرز اللاعبين في الحفلة التعريفية. 
الثقافة في تورو تُلزِم أسرة العروس أن تتصرف تبخترا وترفعا في مثل هذه المناسبات، بينما تُظهر أسرة الرجل كل خشوع. وإذا "مُنحت" البنت لأسرة الرجل فيتوقع منهم الجثو ويشكر أب البنت على الموافقة. 
فكان أبو العريس فخور بنفسه ولم يكن على أتم معرفة بهذه التقاليد الفكاهي، ومن العجب أن الأبوين لهما-أب الرجل والبنت- كانا شيخان في العمر ولكن هذا لم يعني شيئاً لدى أب البنت، فكان على نظيره الجثو له احتراما للعرف والتقاليد. 
ما هذه الأُحجية!  على كل حال هو هو المُتوقع في حالة الزواج من ثقافة أخرى غير ثقافتك، لكل قوم ثقافة ويجب احترامها وصونها للأجيال القادمة. 


لا مفاوضات في أتْشولي "Acholi" 
عُرفيا كان الأبوين يختارون لأولادهم أقرانا لكن الزمن يغير العُرف حيث باتوا يختارون مايرونهن أنسب لهن زواجا. فإذا كان كذلك يقوم  الرجل مع عمه وبضع رجال من أهله بزيارة أسرة البنت ويجب على الرجل - العريس- البقاء صمتاً دون تلفظ ولو بكلمة ويقوم عمه بالتفاوض مع أسرة البنت. 
إذا تم اتفاق على المهر يتم اختيار التاريخ المناسب لحفلة الزواج. وفي القديم، تضمنت المهر الأبقار (أربعة وما فوق)، مواعز (العدد لم يكن معيّن)، ثوب غومس Gomesi لأم البنت وعمتها، مائدة صغيرة وعصا للأب. 
وكان يُدفع ثمن بخس، أما اليوم فالهدايا المُقدمة لا حدود لها فيقدم زيادة على المذكور- سكر وملح وزيت وغيرها. مستوى تعليم البنت تدل على هدايا أكثر وأثمن.

                         
            غالباً لا تخلوا حفلة زواج أتشولي من مجموعة ترفيهية


    بعض أهل العريس في أتشولي

وفي اليوم المحدد للحفلة، تُدفع المهر إلى أسرة البنت. 
وفي بعض الأحيان، تختار أسرة البنت الأبقار التي ترغبها من أسرة الرجل ويكون البنون حريصون جداً على الإختيار، والأمر واضح أنهم قد يدفعون هذه الأبقار في المستقبل أثناء زواجهم. 


مراسم استحمام عند قبيلة باغويري "Bagwere". 
إذا عيّن الرجل المُوغويري من يحب من البنت (كما هو في بعض القبائل، فكان في القديم يختار الوالدان لأولادهم)، تقوم البنت بتقديم الولد إلى والدَيها. ففي هذه المناسبة يقدم الرجل بعض الهدايا وتعرف عمل تقديم الهدايا ب okutona وتعني نفس شيئ "تقديم الهدايا".
وفي المقابل، يذهب الرجل مع أبوَي البنت إلى والديه لمناقشة المهر. وهناك يكون مأدبة ولكن لا يُقَدَم هدايا ويختار يوماً آخر للهدايا ومأدبة أكبر من الأول. 
وفي هذه المناسبة تذهب أم الرجل ومعها مرافق إلى أسرة البنت لتأت بها من بيت أبيها. رغم كل ما رأينا، هذا لا يدل على إتمام الزواج ولا يتم إلا بعد مناسبة يعرف في لغة لوغويري ب kunaabya omugole أو إغتسال العروس حيث الإثنين يغتسلان تحت شجرة بماء مخلوط بعشبة. 


قبيلة دجيابادولا Japadhola تُقدِّر التعليم :
حينما يُدرك الأب بأن ابنه يرغب في بنت معينة، فهو يحمل ماعز إلى فناء أسرة البنت.  وهذا يفعله جميع الآباء الذين يرغب أبناءهم في تلك البنت بنية إيجاد عذر يسمح لهم زيارة الأسرة.

حاكم قبيلة دجيابادولا Japadhola 

بعدما تختار البنت المنافس الأنسب من بينهم، يقوم بعض أهل الرجل ومن بينهم الأم والأخت وأبوه وإخوانه بزيارة أسرة البنت للتفاوض حول قيمة المهر.  غالباً قيمة المهر تعتمد على مستوى البنت التعليمي وبالتالي بأعلى مستواها التعليمية ترتفع المهر والعكس. والهدايا المُقدمة بعد فترة قصيرة تتكون من مواد غذائية، ملابس، جلود الأنعام، وبعض من الخمر.
وهل تظن أن هذا فقط ما يمكن لي أن أكتبها هنا حول الزواج في بلدي، طبعاً لا فمازال قبائل وثقافات مختلفة في أوغندا وللحديث بقية إن شاء الله. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دساتير غير مُوَثق "التعدد الثقافي والممارسات في أوغندا"

دساتير غير مُوَثق: الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة (الجزء الأول)

أوغندا في أسبوع