رمضان في أوغندا

 


رمضان في أوغندا... 

بقلم: ماسيمبي عبدالرحمن- أبوولي

٢٢/نيسان/٢٠٢١م

متى يصوم المسلمون في البلاد؟

  مع انتصاف شهر شعبان، يتأهب المسلمون في البلاد لاستقبال شهر رمضان المبارك، فمن كان عليه دين الماضي ولم يقضه، يقضه حتى لا يدخل الضيف وهو مديون. ومع يوم أو يومين كباقي بلاد العالم، يدعوا المجلس الأعلى الإسلامي المسلمون بالتحرى برؤية الهلال. كما هو مقلد، هناك من لا يثق بأي إعلان بالرؤية إلا ما يتم إعلانه من قبل سلطات المملكة العربية السعودية، لعل ذلك يرجع إلى بعض الدعاة ومقليديهم الذين يقدمون قول المملكة قبل أوغندا، وهذا من العيوب. يوجد من المسلمين خاصة من المسنين وبعض أهلهم الذين لا يمكنك أن تفرق بينهم وبين صوم يوم قبل بداية شهر رمضان وإن أتيت بأدلة تنفذ بحيرة نالوبالي Lake Nalubaale والمعروف عندك ببحيرة فكتوريا  Lake Victoria، اسأل عن "Bamugenyi asooka" أو (اهل الضيف الأول) فهم هؤلاء، حيث كان أجدادنا في صومهم. 

فلنعد إلى الموضوع من غير اللف والدوران، فبعد إثبات التحرى بالهلال، يتم إعلان سكرتير شؤون الدينية في المجلس الأعلى الإسلامي أو من يوكل بذلك من المسؤولين باعلان موقف المجلس من الهلال، مثلاً هذه السنة (٢٠٢١م) خرج علينا الشيخ محمد ويْصا، النائب الثاني للمفتي وسكرتير المؤقت للشؤون الدينية ببيان جاء فيها: "اعتذرت عدم رؤية هلال رمضان مساء اليوم، وبالتالي ستكون أول أيام رمضان الثلاثاء ١٣/نيسان/٢٠٢١م، وتفيدكم المجلس بأنه لن تؤدي صلوات التراويح في المساجد لوجود حظر التجوال من التاسعة ليلاً، ولن تصدر أي قرار من البرلمان بخفض ساعات الحظر وبالتالي أدوا صلواتكم في بيوتكم. نتمنى لكم شهر مبارك"... 

      

               مفتي جمهورية أوغندا الشيخ شعبان رمضان موباجي

أما عن وجبة السحور؟ 

    تأسيا بهدي صاحب رسالة الهدى، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر محمد ﷺ بقوله "تسحروا فإنّ في السحور بركة" لا يهمل بهذه الوصية النبوية، تبدأ يوم  الصائمين بالسحور وغالبا يُتناول عند الرابعة ونصف حتى الخامسة وربع. يحرص المتسحرون بتناول الوجبة الخفيفة المكونة غالبا من شاباتي "Chapati" والفصوليا أو الكاسافا والبطاطا والماتوكي.لا يفضل تناول الارز في السحور وإن وجد من يتناولونه. كما يحرص المتسحرون على شرب الشاي الأسود أو اللبن ثم الماء. 

وحول المسحراتي الرمضانية لا توجد (قولا واحدا).


يوم الصائم الأوغندي؛

    كما رأينا سحور الصائمين فهكذا يبدأ الصائم يومه والذي سيدوم لـ"١٣ ساعة وبضع دقائق (ينبغي أن أنبهك أيها القارئ بأنه ما يتم تداوله من قبل المواقع الإعلامية بأننا نصوم ١٢ ساعة حيث لا يتغير ساعات الصيام سنة تلو أخرى صحيح لكن الساعات تفوق ١٢،فهي ١٣ ساعة وبضع دقائق مع اختلاف المدن بدءا من الشرق إلى الغرب)، ويلي السحور صلاة الفجر وعموما تقام في البيوت إذ معظم الناس يسكنون في أماكن تبعد عن المساجد (لا تنتشر المساجد كثيراً)، تجد قريةً فيها مسجد واحد أو لن تجد فيها مسجد نظرا لقلة عدد المسلمين فيها أو السكان. 

بعد فجرهم يحرصون على قراءة ما تيسر لهم من القرآن، مع التسابق على ختمه مرة أو أكثر حسب الظروف،والذي لا يقدر على القراءة لا يمنعه فتح المصحف ولو تتعتع في نطق حروفها حتى لا يفوته الثواب، وهذا يعود إلى توعية الوعاظ للناس بخير تلاوتها في رمضان.. الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها من أهم ما يركزون عليها طوال رمضان. 


الإفطار في أوغندا؛ 

    لا شك أن من فرحة الصائم، إفطاره بعد ساعات من الإمساك تعبدا. قبيل العصر يحرصن الأمهات أو البنات أو مساعدات المنازل بتجهيز الإفطار والذي يختلف بيتا إلى بيت أو منطقة إلى منطقة. الأطعمة السائدة هي الأرز المطبوخ باللحم وشهرتها (Pilawo)، ثم (Katogo)- عبارة عن الكاسافا المقطوعة إلى قطع صغيرة المطبوخة بالفاصوليا. وهناك من يتناولون أطعمة أخرى مثل الماتوكي، والبطاطس والعصيدة. 

أما المشروبات، عصير فاكهة الباشون أو (Passion fruits)، والبرتقال والأناناس تسيطرون على باقي المشروبات في الأفضلية. علاوة على ذلك، يُتناول بعد شرب الماء أو العصير بعض الفواكه مثل الأناناس، والجاك فروت (تعرف محليا بـFfene أو Ffeneensi) والبابايا. 

بالنسبة للتمور، فكلها مستوردة من البلدان العربية أو تأتي هدايا من حكومات دول الخليج. أما ما يتم بيعه من قبل التجار، ما أغلاها! 

غالبا الافطار يتم تناوله مع الأهل. بعض الجمعيات الخيرية المحلية والدولية وأهل الخير يقدمون وجبات الإفطار الجماعي غالبا إلى الفئات الغير قادرة ماديا. 

الإعلان بالإفطار يكون على طريقة أذان المغرب من المساجد او الإذاعات لكن في الغالب النظر إلى الغروب. 


•صلوات التراويح؛ 

    لا شك أن معظمنا نطمع إلى قيام الليل خاصة التراويح مع إعلان رؤية هلال الشهر الفضيل. في السنوات الماضية، كانت عدد مراكز تحفيظ القرآن تعد على الأصابع، ومع مرور الزمن افتتحت العشرات منها وتُخرج عدد غير قليل من حملة القرآن، يقوم هؤلاء الحفظة بإمامة المصلين في التراويح. وأنت في كمبالا مثلا، ستعجبك أصوات المآذن التي تنطلق منها  أصوات الكروان تتلوا كتاب الله تعبدا في التراويح. أشهر مساجدها هي المجلس الوطني بكمبالا القديمة، مركز التوحيد- مركز يرددها غالبا الجالية الصومالية في كمبالا وتعود ملكية المركز إليها. وهناك مسجد وانديغيا، ومسجد ناكاسيروا وكيبولي وهلم جرا. 


•بعض الخزعبلات حول رمضان في أوغندا كما كتبت بعض المواقع العربية على هوى الكتاب؛ 

-"من التقاليد الغريبة في أوغندا، الرجل يضرب زوجته وقت الإفطار"!! عجيب من أمر الكتاب الذين يكذبون عنا بمثل هذا، هذا التقليد ليس لنا وقولهم هذا يقولونه عنا زورا وبهتانا. 

- عدد صيام رمضان ١٢ ساعة لأننا على خط الاستواء!  معلومة خاطئة لكن الصحيح أننا نصوم ١٣ ساعة وبعض دقائق نظرا لموعد الإمساك والسحور. 

•الماتوكي ليست هي الأكلة المشهورة في كافة أوغندا بل هي أكلة مفضلة عند قبيلة باغندا. لكل قبيلة أكلتها المفضلة.

تعليقات

‏قال غير معرف…
جميل جدا ماتكتب من معلومات عن أحوال المسلمين في رمضان ... بارك الله فيك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دساتير غير مُوَثق "التعدد الثقافي والممارسات في أوغندا"

دساتير غير مُوَثق: الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة (الجزء الأول)

أوغندا في أسبوع