دساتير غير موثق:الزواج عند القبائل الأوغندية المختلفة (الجزء الرابع)

 

الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة- الجزء الرابع.

بقلم:ماسيمبي عبدالرحمن أبوولي

تقاليد الزواج عند قبيلة بانيورو Banyoro في القديم والحديث ج ٢

مراسم تزويج البنت عند قليلة بانيورو

فى وسط غناء أغنية توديع البنت "ijooje"  والتى تغنيها عمّاتها، كانت البنت تغادر بيت أسرتها ليلاً (حالياً التوقيت تغيرت، قد تغادر قبل غروب الشمس أو ليلاً حسب تنظيم الأهل، ولم تعد غناء العمات مهم)،  لكنهن كن يصلن فى وقت مبكر في المساء ليرشدن ابنتهن ببعض النصائح الزوجية وكان  يتم ذلك في أقرب جنبة. 

كان أبوها يحضنها أربعاً ليودعها رسمياً ويبارك زواجها. يسمى هذا "okubukara". وبعد تلك اللحظة، كان أهل الرجل يرقصون على طِبلة نياباحوما أو "nyabahuma" طالبين بالمغادرة. تقريبا وقبل أن غادرت البنت بيت الأسرة وفى وسط بكاء النساء على مغادرة زميلتهن كان يرقد أحد أبناء العم فى وسط الباب ليصدها عن المغادرة.  والسبيل الوحيد لإقناعه من تركه الباب كان على أهل الرجل تقديم عشرة أصداف له أو ما يعرف بـ"cowrie shells" -(وكانت تستخدم فى معظم أمصار القارة السوداء كالنقود المتداول حالياً).  وكان ابن عمها هذا يحملها على ظهره. 


ترحيب العروسة في بيتها الجديد

كانت أول شخص تقابلها العروسة فى بيتها الجديد هي زوجة الرجل الأول وإن لم يكن قد تزوج من قبل فكانت قبل الدخول تقابل احدى زوجات اخوة زوجتها وفى حوزتها قرع وكانت تسدل باب البيت بثوب ظهر قائلة: "Oginsangiremu, oliginsagamu"  وتعني:-(وجدتني في هذا البيت وستتركني فيها)-  والسر وراء ذلك هو عدم محاولة أو حتى تفكير العروسة بطرد زوجة زوجها التى سبقتها فى الزواج أو التى سيتزوجها زوجها.

وبعد ذلك أعطتها القرع وفي المعنى:-(انت الآن ضرتي، ادخلي وامخضي) وفى داخل البيت، كان العريس يرقد فى أحضان أبويه أربعا للكل.  كان يسمى هذا بــ"okubukaara" علامة ترحيب وقبول زوجة ابنهما.


مراسم العلاقة الزوجية، وعُرف عندهم بـــ"okucwa amagita" وتعنى كسر الزيت. 

بعد دفع مهر البنت، كان يتم تنظيم الزفاف والجدير بالعلم هو أن فى يوم الزفاف كان العريس يأوى إلى فراش مع عروسته لأداء شعيرة مهمة المعروفة بـ"okucwa amagita" أو كسر الزيت. 

فى ليلتهما الأولى قبل الثالثة صباحاً تقريباً،  كان يصعد أحد أبناء اخوات العروسة "omwiiha" إلى أعلى الجدار ويصيح مثل الديك وبالتالي عمة العروسة التي كانت معهما كانت تمسك يدي العروسة من ظهرها كي تجعل أول لقاءهما الزوجية سهلة.  


ملك مملكة بونيورو الحالي الملقب بـ Omukama روكيرَبَسَيْجا غََفَبوسا إيغورو وهي شماله هرمه.

ت البنت العذراء تجلب الكرامة لها أولاً، وعمتها والأسرة بأكملها. ثم كان يحمل الحصيرة التى عليها الدم إلى أمها مع هدية الماعز. أما البنت التى لم تكن قد حفظت على عذريتها فكان الذل تلاقيهم ولكن بقيت فى الزواج وكان بعلها يحرق حصيرة ليلتهما الأولى ويرسل خروفا إلى أمها كالهدية،  فكانت الأم تبكي لهذا الذل لعدم حفظ عذرية ابنتها. 

قبل مغادرة بعض أهلها، فكانوا يخطرون على الزوج وأبويه بمعاملة ابنتهم جيداً والذي عرف بــ "okuteera omusango"،  وكان دور هذا الإخطار لأحد أهلها المسن الذي كان يقول: «ابنتي هذه جاءت وهي تحمل اسمين، وإن سميت بثالث فاخبروني. ابنتي لا تزور إلا عند الضرورة، لا تزور ولا تمشي بالنميمة المجلبة بالعداوة بين الأُسر، لا تحد النظر إلى المارة،  ولا تسب الناس ولا تسرق وإن سبت حماها فاضربها وإن لم تستطع التعايش معها فارسلها إلي». 

وبعد إخطار بنتهم للعيش متأدبا فى زواجها غادر بقية الأهل تاركين وراءهم عمتها والتي بقيت مع العريسين بعض الأيام. 

وفى الشعيرة الأخيرة، كانت العروسة تكشف رأسها وتبدأ بالأنشطة المنزلية وبالتالي كانت قد أصبحت عضوا كاملا لأسرة زوجها. 

أخيراً لا عليك إلا أن أنبهكم أيها القراء بأن مع ظهور المسيحية والإسلام والحداثة، لم تعد هذه العادات موجودة،  فقد تغير عادة الزواج عندهم وسنتحدث عن ذلك فى مقالنا المقبل إن كان من العمر بقية.

تعليقات

‏قال Unknown
You boy are doing a very great job. عفوا الاستعمال المحلية.
بارك الله فيك، وأعانك في كل الأمور

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دساتير غير مُوَثق "التعدد الثقافي والممارسات في أوغندا"

دساتير غير مُوَثق: الزواج عبر الثقافات الأوغندية المختلفة (الجزء الأول)

أوغندا في أسبوع